وفقًا للبيانات، يُمكن لبطارية زر واحدة تلويث 600,000 لتر من الماء، وهو ما يكفي الشخص طوال حياته. إذا أُلقي جزء من البطارية رقم 1 في الحقل الذي تُزرع فيه المحاصيل، فإن مساحة الأرض المحيطة بهذه البطارية المُهدرة، والتي تبلغ مساحتها مترًا مربعًا واحدًا، ستصبح قاحلة. لماذا أصبحت هكذا؟ لأن هذه البطاريات المُهدرة تحتوي على كمية كبيرة من المعادن الثقيلة، مثل: الزنك والرصاص والكادميوم والزئبق، إلخ. تتسرب هذه المعادن الثقيلة إلى الماء وتمتصها الأسماك والمحاصيل. إذا تناول الناس هذه الأسماك والروبيان والمحاصيل الملوثة، فسيعانون من التسمم بالزئبق وأمراض الجهاز العصبي المركزي، مع معدل وفيات يصل إلى 40%. يُصنف الكادميوم على أنه مادة مسرطنة من الفئة 1أ.
تحتوي البطاريات المستعملة على معادن ثقيلة مثل الزئبق والكادميوم والمنغنيز والرصاص. عندما يتآكل سطح البطاريات بفعل أشعة الشمس والأمطار، تتسرب مكوناتها المعدنية الثقيلة إلى التربة والمياه الجوفية. إذا استهلك الناس محاصيل من أراضٍ ملوثة أو شربوا مياهًا ملوثة، فإن هذه المعادن الثقيلة السامة تدخل جسم الإنسان وتترسب ببطء، مما يشكل خطرًا كبيرًا على صحته.
بعد أن يفيض الزئبق في البطاريات المستعملة، إذا دخل إلى خلايا الدماغ البشري، يُصاب الجهاز العصبي بأضرار بالغة. يمكن أن يُسبب الكادميوم تلفًا في الكبد والكلى، وفي الحالات الشديدة، تشوهًا في العظام. تحتوي بعض البطاريات المستعملة أيضًا على حمض ومعادن ثقيلة من الرصاص، مما قد يُسبب تلوثًا للتربة والمياه إذا تسرب إلى الطبيعة، مما يُشكل خطرًا على البشر.
طريقة معالجة البطارية
1. التصنيف
هَشِّم نفايات البطارية المُعاد تدويرها، ثم انزع غلاف الزنك والحديد السفلي منها، وأزل غطاء النحاس وقضيب الجرافيت. أما المادة السوداء المتبقية فهي خليط ثاني أكسيد المنغنيز وكلوريد الأمونيوم المستخدم كنواة للبطارية. اجمع المواد المذكورة أعلاه على حدة وعالجها للحصول على بعض المواد المفيدة. يُغسل قضيب الجرافيت ويُجفف، ثم يُستخدم كقطب كهربائي.
2. تحبيب الزنك
اغسل قشرة الزنك المجردة وضعها في قدر من الحديد الزهر. سخّنها حتى تذوب، واحتفظ بها دافئة لمدة ساعتين. أزل الطبقة العلوية من الرغوة، واسكبها لتبرد، ثم ضعها على صفيحة الحديد. بعد التصلب، تحصل على جزيئات الزنك.
3. إعادة تدوير صفائح النحاس
بعد فرد غطاء النحاس، اغسله بالماء الساخن، ثم أضف كمية معينة من حمض الكبريتيك بتركيز 10% واتركه يغلي لمدة 30 دقيقة لإزالة طبقة الأكسيد السطحية. أزل الغطاء، واغسله، وجففه للحصول على شريط النحاس.
4. استعادة كلوريد الأمونيوم
ضع المادة السوداء في أسطوانة، وأضف إليها ماءً دافئًا بدرجة حرارة 60 درجة مئوية، وحركها لمدة ساعة لإذابة كل كلوريد الأمونيوم في الماء. اتركها جانبًا، ثم صفّها، واغسل بقايا المرشح مرتين، ثم اجمع المحلول الأم. بعد التقطير الفراغي للمحلول الأم حتى تظهر طبقة بلورية بيضاء على سطحه، يُبرّد ويُرشّح للحصول على بلورات كلوريد الأمونيوم، ثم يُعاد تدوير المحلول الأم.
5. استعادة ثاني أكسيد المنغنيز
يغسل بقايا الفلتر المفلتر بالماء ثلاث مرات، يصفى، يوضع كعكة الفلتر في الوعاء ويتبخر لإزالة القليل من الكربون والمواد العضوية الأخرى، ثم يوضع في الماء ويقلب بالكامل لمدة 30 دقيقة، يصفى، يجفف كعكة الفلتر على درجة حرارة 100-110 درجة مئوية للحصول على ثاني أكسيد المنغنيز الأسود.
6. التصلب والدفن العميق والتخزين في المناجم المهجورة
على سبيل المثال، يستخرج مصنع في فرنسا النيكل والكادميوم منه، ويُستخدمان بعد ذلك في صناعة الصلب، بينما يُعاد استخدام الكادميوم في إنتاج البطاريات. أما بقية البطاريات المُهدرة، فعادةً ما تُنقل إلى مكبات نفايات سامة وخطرة، إلا أن هذه الممارسة لا تُكلّف مبالغ طائلة فحسب، بل تُسبب أيضًا هدرًا، إذ لا يزال هناك العديد من المواد المفيدة التي يُمكن استخدامها كمواد خام.
وقت النشر: ٧ يوليو ٢٠٢٣